القراءة

الروايات العمانية

يصادف أثناء قراءتي لرواية سيدات القمر للعمانية جوخة الحارثي فوزها بجائزة البوكر العالمية لعام ٢٠١٩، وأثناء قراءتي للرواية كنت أفكر بكتابة مقال أمتدح فيه الروايات العمانية.

ليست أول رواية أو كتاب أقرؤه بقلم عماني، تحديداً هو الثالث، الأول كان لتوفيق الشحي، الثاني تعوبية الظل لسعيد الهاشمي، والثالث سيدات القمر لجوخة الحارثي. التجارب الثلاثة كلها تستحق الإشادة وتستحق الثناء والدعاية وتعطي للأدب العماني وجهاً مشرفاً بين أقرانهم الخليجيين.

قبل أن أكتب عن عمان، كنت أفكر الكتابة عن الرواية الإماراتية والوضع الذي لا نحسد عليه. من يزور معارض الكتاب سواء في أبوظبي أو الشارقة مؤخراً يشاهد كمية الإصدارات الحديثة من مختلف دور النشر المحلية ، قد تكون مبالغة مني لكنك تجد أكثر من مئة إصدار بأقلام حديثة أو قديمة، بأقلام تدّعي معرفتها بالكتابة والأدب لكنني متأكد أن أقصى إمكانيتها هو إما سرد لسالفة ما حدثت في يوم ما سواء في مقهى أو أروقة جامعة أو أثناء السفر لتتحول بقدرة قادر إلى رواية سعرها يتجاوز الخمسين درهماً وتستطيع قراءتها خلال أقل من ساعة هي هدر صريح للوقت والمال. أو أن المؤلف استطاع كتابة عدة مقالات في الصحف المحلية لتزداد الأنا لديه ويصر على تأليف كتاب يزين به ملفه في تويتر أو الانستغرام مع حفل توقيع فاخر أثناء معرض الكتاب.

لي صاحب عرفته أيام الجامعة، ثم انقطعت صلتي به، مؤخراً عرفت أن لديه روايتين باسمه تزين أرفف المكتبات المحلية، ومن باب الفضول ودعم الأصدقاء اقتنيت الروايتين، لكنني للأسف لم أتفاجأ، فقد انهيت الروايتين سريعاً جداً والمحصلة قصة عادية لا تتجاوز أن تكون رواية في منتدى ما أو مقال مطول في جريدة بدل أن تكون رواية يُستضاف صاحبها في وسائل الإعلام ليتحدث عن تقنيات الكتابة وأسلوب الرواية.

روايات كثيرة قرأتها في فترة ما من باب دعم المنتج المحلي، ومنها ما هو فائز بهذه الجائزة أو تلك (جوائز محلية) لكنني أستطيع القول أنها روايات سيئة تعبر عن سطحية شديدة أو تفاهة وفي أحيان كثيرة قلة أدب وبعيدة كل البعد عن الأدب.

المشهد المحلي مؤسف، يوجد دعم، يوجد دور نشر محلية داعمه، توجد منصات إعلامية تساهم في تسليط الضوء ، لكني المنتج الحقيقي القوي غائب، وهو الأهم في هذه السلسلة.

وأعتقد مما يساهم في بقاء المشهد على ما هو عليه هو المجاملات سواء من طرف الأصدقاء أو الجهات المستفيدة بطريقة أو بأخرى من هذا القلم وذاك.

لا أنكر وجود أسماء جميلة وأقلام تستحق الإشادة، لكنهم يضيعون وسط طوفان الأقلام التي لا تتجاوز كونها أقلام مقالات أو سوالف سطحية لا تستحق أن تُطبع.

أتمنى لو يكون هناك تشديد على ما يتم إنتاجه بإسم الأقلام الإماراتية حتى يكون المنتج المحلي من الفخامة بحيث يستحق أن تفتخر به ويشاد به في مختلف المحافل الأدبية.

التصنيفات :القراءة

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.