بعد الكسل من القراءة مؤخراً، وبعد حصيلة معرض الكتاب والتي لم ألمس منها شيئاً، قررت أن أقرأ من جديد وأن أعود كما كنت، وذلك لأنني وجدت الكثير من الفراغ الذي نتج عن الابتعاد عن القراءة. لا أقصد فراغ الوقت، بل أعني فراغ المخ مما يفيد، الحياة اليومية جميلة والانغماس فيها لابد منه، لكنك في الكثير من أوضاعها لا تلتمس فيها المتعة التي تجدها في القراءة. الخروج مع الأصدقاء لاحتساء القهوة ممتع. متابعة الأفلام والمسلسلات ممتع. ممارستك للرياضة ممتعة. أداءك مختلف واجباتك الحياتية سواء في العمل أو خارج العمل ممتع لكنك لازلت تفتقد شيئاً. وهذا الفقد سببه القراءة بالنسبة لي.

اصطحبت معي في اجازة العيد هذه ثلاث روايات أو قصص هي جزء من محصلة زيارتي الأخيرة للمعرض. قصص قصيرة لعبدالله ناصر بعنوان العالق في يوم أحد (١٠٠ صفحة). رواية البومة العمياء للإيراني صادق هدايت (١٠٠ صفحة)، والجزء الأول من القصة المصورة (جن الحافي) للياباني ناكازاوا كيچي (٣٠٠ صفحة).

أما القصص القصيرة، فكانت جيدة لأنني في الغالب لا أحب القصص القصيرة لأنها قصيرة جداً لكن ما كتبه عبدالله ناصر جذبني للنهاية وهذا أجده إنجازاً للكاتب، مع انني اعتب على دار النشر (التنوير) لأنها لم توضح على الغلاف أن هذه قصص قصيرة، لقد اقتنيتها وكنت أظنها رواية!

رواية البومة العمياء كانت متعبة مزعجة بالنسبة لي، لكنني أنهيتها في جلسة واحدة. وأعتقد لو لم أفعل ذلك لما استطعت إنهاءها. ورغم ذلك فقد أعجبتني جداً وأعجبتني هلاوس بطل الرواية والذي لا أعرف اسمه وكان يتكلم بضمير المتكلم طوال الرواية، حيث نقلك في ثلاث مراحل مختلفة من خلال سرده المتسم بعدم الاتزان للنظر لنفس الحدث ولكن بثلاث طرق وهو ما أراه إبداعاً من المؤلف.

القصص المصورة بعنوان ظهور جن الصغير وهي الجزء الأول من سلسلة يابانية بعنوان جن الحافي. القصة مؤلمة جداً وتتناول اليابان، تحديداً هيروشيما فيما قبل القنبلة الذرية من خلال أحداث تجري لعائلة يابانية توضح من خلالها تأثير الحرب السلبي على الحياة، وتنتهي أحداثها بعد إلقاء القنبلة الذرية بقليل. لو كنت لا تحب الألم لا تقرأها.

مع أعجبني فيها هو قدرت المؤلف والرسام على تسخير القصة المصورة – وهو ما يعتبره الكثير منا خاصاً بالأطفال- لإيصال فكرة عميقة المحتوى أو توضيح حدث تاريخي بشكل مؤثر.

تحية للكتب الثلاثة ولمعرض الكتاب