من الأمور التي تُحيرني كقارئ هو وجود أكثر من ترجمة لنفس العمل،
لو كانت ترجمة وحيدة فستضطر لقراءتها مهما كانت جودتها، لكن في حال وجود أكثر من ترجمة فستبحث عن الأفضل. أحياناً أتهور وأقتني ترجمتين لنفس العمل (وأحياناً ثلاث ترجمات لنفس الرواية كما حصل معي ورواية البؤساء!!)
أما الرواية المترجمة ترجمة وحيدة فأنت وحظك مع المترجم، الكثير من الرواية المترجمة حالياً تكون ممتازة من هذه الناحية، لكن توجد بعض الاستثناءات. مثلا، من الروايات التي بحثت عمن يوافقني الرأي بأن ترجمتها ليست جيدة هي رواية الجوع، أحاول من ثلاث سنوات قراءتها لكنني لا أنجح. لا أستسيغ أن يكتب الروائي النرويجي كنوت هامسون أنه لا يستطيع دفع الكراء أو أنه يسكن في بناية تتكون من ثلاثة طباق، بالإضافة للكثير من الأمثال التي هي من صميم اللغة العربية لكن المترجم مجتهداً أقحمها في الرواية. وهناك رواية ذات ترجمة وحيدة (الحارس في حقل الشوفان) لم أقتنيها لأن من قرأ النسختين العربية والإنجليزية وجد المترجم ظلم الرواية. في انتظار ترجمة أخرى
الرواية ذات الترجمتين يوجد الكثير منها، ومؤخراً وأنا أعيد قراءة رواية المعلم ومارغريتا من ترجمة يوسف الحلاق لدار التنوير ، وقعت عيني على نسخة إلكترونية لنفس الرواية ولكن من إصدار منشورات الجمل وترجمة هفال يوسف، وشعرت أثناء قراءتي ومقارنتي لها مع النسخة الأخرى بأن لغتها أسهل.
من الكتب التي امتلك منها نسختين، اعترافات جان جاك روسو، نسخة من إصدار دار البشير وأخرى من مركز دراسات الوحدة العربية، لم أقرأها إلى الآن، لكنني قارنت بين فصلين منهم وكانت الأفضلية لدار البشير.
أما الترجمات الثلاثة للبؤساء، فكنت أملك نسخة قديمة من دار العلم للملايين، من كتاب واحد. وعرفت لاحقاً أن الترجمة الأصلية تقع في خمسة أجزاء. فألغيت فكرة قراءتها لحين حصولي على الخمسة أجزاء كاملة. ثم تمر الأيام وتصدر نسخة دار التنوير وأيضاً كانت من كتاب واحد، وحين قارنتها بالنسخة الأصلية ذات الخمسة أجزاء وجدتها مختصرة جداً. العام الماضي صدرت إعادة طباعة للترجمة الكاملة للرواية من دار العلم للملايين، بجزئين من الحجم الكبير و١٦٠٠ لم أتردد واقتنيت الرواية والآن تنتظرني أن أفتحها وأطلع عليها.
التصنيفات :القراءة