انتهيت من زيارة معرض الشارقة للكتاب ٢٠١٩ (بالأحرى كانت زيارتين) والمحصلة ثمانية عناوين تنضم لمن سبقهم من كُتب في مكتبتي العزيزة.
الكتب الثمانية لم تكن ضمن الخطة، كلها نتيجة لحظة إعجاب أثناء التصفح أو توصية من صاحب الدار انتهت باقتناءها منعاً للإحراج
أما الكتب التي كانت ضمن القائمة الوهمية فلم أقتني منها شيئاً،
متاهة الأرواح لم يصل المعرض بسبب أحداث لبنان
كلهم أعدائي لم يصل المعرض كذلك
وودي آلن عن وودي آلن تصفحته في دار المدى ولم يعجبني فتجاهلته
الكتب الثمانية توزعت على زيارتين، في كل زيارة اقتنيت أربعة كتب
في المعرض كأنني لمحتُ الشغف في عيون الكثير من القراء، الفرحة التي تُشاهدها على وجه القارئ لأنه وجد كتاباً كان قد حدده مُسبقاً في قائمته، أو المناقشة الجدية لقارئ مع البائع أو صاحب الدار في موضوع الكتاب الذي صدر للتو أو الذي يحاول البائع اقناعه بشراءه، شيء من الجدال وشيء من الاتفاق، حوار خارج إطار الحياة. أو أن تجد ذلك القارئ ينغمس في قراءة صفحات من كتاب ما خلسة ليُقنع نفسه إن كان يستحق الاقتناء أم لا، تجده يسابق الزمن ويسابق نفسه ليقرأ ويكوّن الانطباع المرجو عن الكتاب قبل أن يدفع دراهمه القليلة على تلك الأوراق، أو ذلك الذي يتنظر إما بتململ أو بلهفة في الطابور الطويل ممسكاً بكتاب ليأتي دوره في مقابلة مؤلف الكتاب ويحصل على توقيعه وإهداءه وقد يختطف منه حديثاً ودياً عبارة عن جملتين أو ثلاث ، أن يستريح المحارب المحمل بأكياس الكتب مفترشاً الأرض متصفحاً حصيلته حتى الآن ويستكشف تلك المتعة المتمثلة بالمجهول المختبئ خلف تلك الصفحات، وقد يتهيأ هذا المحارب نفسه لجولة أخرى مع الكتب إن كان ما تبقى في جيبه يسمح بذلك ، أن تبحث الأم لطفلها عن كتاب يصلح لفئته العمرية فتجدها تنهمر بالأسئلة عن اللغة والأخلاق وعن طفلها وتاريخه في القراءة وقد تذكر شيئاً من انجازاته في الحياة بما قد يسمح لها بإيجاد الكتاب المناسب الذي سيكون دافعاً له ليقرأ ويستمر في القراءة ويحضر المعرض في المستقبل ، والكثير من الصور التي تزيد شغفك للقراءة وتجعلك أيها القارئ تستمتع وأنت تشاهد هذا المشهد الثقافي في معرض الشارقة للكتاب
التصنيفات :القراءة