حول القراءة والكتب التقليدية، تنتشر بين فترة وأخرى العديد من التقنيات التي تطرح السؤال التقليدي، هل سيستمر الناس بالقراءة من الكتاب؟ كان هذا السؤال حين انتشرت الكتب الالكترونية، وعاد ليطل برأسه مرة أخرى مع الكتب الصوتية، وأنا بحكم حبي لتجربة الجديد في عالم التكنولوجيا جربت فيما جربت الكتب الصوتية. لكن يبدو أنني لم أوفق في هذه التجربة، أو أنها لم تناسبني وتناسب ظروفي.
البداية كانت من الفديوات المنتشرة في اليوتيوب ككتب صوتية، يبدو أنها قديمة التسجيل وكانت على الكاسيتات لكن تم تحمليها على اليوتيوب مؤخرا.
ثم مع بعض القنوات الصوتية على الساوند كلاود، والتي هي في الكثير منها عبارة عن اجتهادات شخصية سواء لأصحاب القنوات أو مؤسسات معينة.
ثم وصلنا لعالم الإحتراف مع البرامج المتخصصة في الكتب الصوتية ككتاب صوتي أو (storytel) والتي ستدفع لها اشتراكات شهرية أو سنوية لتستمع لكتبها
لماذا لم تنجح التجربة؟
لأن الاستماع لكتاب لمدة خمس أو ست ساعات متواصلة شيء مستحيل
لأن تقسيم الاستماع لعدة جلسات معقد ويُفقدك متعة متابعة موضوع الكتاب
لأنني وجدت أفضل وقت للاستماع بالنسبة لي هو في السيارة، لكن في المقابل أغلب مشاويري لا تتجاوز بحد أقصى النصف ساعة لو قدر لي أن أكون لوحدي في السيارة.
في المقابل لا أظن أنني أستطيع الجلوس في المنزل أو المقهى أستمع لكتاب بينما في مقدرتي أن أمسك نفس الكتاب بيدي وأتفاعل معه بشكل أفضل
لأن بعض الأصوات تستفز مخيلتي وتحرمني من الاستمتاع بالطريقة التي تعودت عليها أثناء القراءة من الكتب
لو قدر لي و كنت أستمع لكتاب ما، لاحظت بأن أي شيء يقطع علي استماعي فإنه يقطع حبل تركيزي مباشرة ولا أستطيع مواصلة التركيز، كوصول رسالة على الهاتف أو مكالمة أو حتى البحث عن المخرج الصحيح لو كنت أقود السيارة. على عكس لو كنت أقرأ من كتاب.
هناك شيء مفقود في الكتب الصوتية، استمعت للعديد من الكتب الصوتية لكنني لا أملك تجاهها أي مشاعر تخصني كقارئ، على عكس الكتب فهناك ذكرى خاصة شيء منها يبقى في داخلك سواء كعبارة أو جملة أو صورة أو ملمس كتاب أو غيره.
والملاحظة الأخيرة؛ كيف تستطيع تصوير قهوتك مع الكتاب الصوتي؟
التصنيفات :القراءة, دليل القارئ