يطيب لي في بعض الأحيان البحث عن كتب عشوائية سواء عشوائية العناوين أو المؤلفين أو حتي المواضيع. وأحياناً أسحب كتاباً من الرف بطريقة عشوائية سواء لجمالية غلافه أو لفضول أشعله العنوان فجعله في قائمة مشترياتي
الكتب العشوائية تشبه أوراق اليانصيب، فأحياناً تُصيب فتقع على عنوان جميل أو كاتب تتعلق بمؤلفاته لاحقاً كأنك اكتشفت كنزاً أو موضوع يهمك لكنك كنت تجهل اهتمامك به في السابق لأنك لم تقرأ فيه. على الطرف الآخر وهو الغالب في هذه التجربة فقد تخيب التجربة وتقع يدك على كتاب سيء. ودائماً ما أقع ضحية لهذا السوء. السوء أعني أن الكتاب لم يعجبني أبداً أو لم يناسب ذائقتي الأدبية، تماماً مثلما حصل مؤخرا حين اقتنيت كتاباً كان لشهور يتصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعاً فدفعني الفضول لاقتناءه لكنني حين بدأت بقراءته ندمت على اختياري ولم أجد فيه ما يجعله يتصدر قائمتي.
لي تجربة أعتبرها سيئة في اختيار كتاب، حيث قررت في سنة من سنوات وكنت مُقبلا على سفر أن أشتري الكتاب الذي سيرافقني في السفر بدلاً من اختيار عنوان من العناوين المتكدسة في مكتبتي، ذهبت إلى حيث أشتري الكتب في العادة وكنت حددت شرطين للكتاب الذي سأقتنيه، الأول أن يكون جهلي تام بالعنوان والمؤلف فلا أعرف عن هذا أو ذاك أي شيء. الأمر الثاني أن لا يتجاوز حجم الكتاب المئتي وخمسين صفحة. ومن بين العديد من الخيارات وقع اختياري على رواية الجوع، للنرويجي كنوت هامسون. منذ ذلك اليوم في ٢٠١٦ حتى اليوم ونحن في نهاية ٢٠١٩ ولم أنتهي من الرواية بعد، تنتقل معي كل عام وأبدأ في قراءتها لكنني بعد عدة عشرات من الصفحات أضعها جانباً وأقرأ شيئاً آخر، مرةً أستاء من الترجمة، مرة لا تُقنعني القصة، ومرة لا أجد القدرة لأكملها، وهي الآن في قائمتي ل٢٠٢٠. مع انني اقتنيت رواية (روزا) لنفس المؤلف مؤخراً في معرض الشارقة للكتاب ولم أجد أي مشكلة في انهاء الرواية خلال فترة قصيرة.
الكتب العشوائية سواء كنت جيداً أو سيئا في اختياراتك ستمنحك الخبرة المناسبة لتكون أقل سوءاً في المستقبل وتكون كتبك أكثر مناسبة لذائقتك. الكتب العشوائية ستفتح عينيك على كتب ومؤلفين ومواضيع لم تكن تعرفها في السابق، بل سيفتح أمامك آفاقاً جديدة في القراءة.
سؤالي إليك، ما هو كتابك العشوائي القادم؟ وكيف ستقتينه؟ هل ستحمل الكتاب ذو الغلاف الأجمل؟ أم ستختار أول كتاب تقع يدك عليه؟ قراءة موفقه للجميع.
التصنيفات :القراءة