دائماً ما أفكر بهذا السؤال، ودائماً ما يُطرح عليّ هذا السؤال: لماذا تقرأ. سواء كان الطرح من باب الفضول أو كان السؤال تهكمياً كما يطرحه علي صاحبي في أي موقف أُبدي فيه غرابة أو غباء في القرار أو في الآراء، فيتساءل؛ لماذا تقرأ؟
لكن هذه المرة جاء التساؤل بطريقة أخرى أو من جانب جديد نوعاً ما، أثناء قراءتي لمدونة فؤاد الفرحان وتحديداً في الموضوع الذي يتحدث فيه عن هل يجب أن نسعى للحصول على محبة الناس والقبول؟
يقول في جزء من مقالته:
النتيجة تأتي بعد تحقيق هدف تصل له عبر وسيلة معينة. رغم أن الجملة تبدو بدهية وبسيطة ولكن في كثير من الأحيان يحصل خلط غريب لدينا في الترتيب. تركيزنا يجب أن يكون على تحقيق الهدف الصحيح، لأن النتيجة ستأتي بعد تحقيقه عبر الوسائل المناسبة.
ثم يشرح ذلك بالأمثلة التالية:
تملّك جسد صحي وقوي هو نتيجة، الوصول للوزن المثالي هو هدف، الرياضة والأكل الصحي هي وسائل.
الشعور بالأمان المادي هو نتيجة، الوصول لمستوى دخل جيّد هو هدف، الإخلاص في الوظيفة واكتساب المهارات وربما عمل مشروع جانبي هي وسائل.
محبة الناس والقبول هي نتيجة، تحقيق أثر يلامس احتياج الناس هو هدف، عمل مشروع أو السعي في حاجة الناس هي وسائل.
نحن بالعادة نضع الأهداف، ونستخدم الوسائل أياً كانت لتحقيق تلك الأهداف، والنتيجة تأتي بعد تحقيق الهدف.
إذا وضعت القراءة في هذه المعادلة أجد أنني أستخدمها كوسيلة وهدف ونتيجة، أريد أن أقرأ لأنني أريد أن أقرأ. لا لشيء آخر.
أُفضل هذا الكتاب على ذاك وأقضي الساعات في قراءته فقط لأنني أحب ذلك، لا أسعى في الغالب لتحصيل علمي أو معرفة معينة أو غيره. القراءة لمجرد القراءة.
قد تندرج هذه الحالة تحت بند المتعة، أقرأ لأستمتع، تماماً كما يفعل من يشاهد فيلماً في السينما، أو من يلعب الكرة مع أصحابه بعد العصر أو حتى من يقضي وقته في البر مع فنجان القهوة والأصحاب، كلهم ينشدون المتعة وتجزية الوقت بشكل جيد. وهذا ما أفعله مع تلك الكتب التي أقرؤها طوال العام، أحدد هدفاً بأن أقرأ هذا العدد من الكتب، وخلال العام أحاول أن أقرأ الكتب التي حددت عددها كيفما اتفق، وحين ينتهي العام وأكتشف أنني حققت هدفي بقراءة الكتب أفرح بالإنجاز الممتع هذا وأبدأ بالتخطيط للعام التالي بكتب جديدة. وهكذا دوامة تدور في كل عام.
في وسط كل هذا أتساءل. لماذا نقرأ؟
التصنيفات :القراءة, دليل القارئ