رواية بقلم الدكتور محمد كامل حسين. للأمانة حين أمسكت الرواية بين يدي لم أكن أعرف عنها أي شيء ولم أكن قد سمعت عن مؤلفها، ولم أكن أعرف تاريخ كتابتها أو غيرها من المعلومة الأولية اللازمة كخلفية حين تبدأ قراءة شيء ما. لكنني حين انتهيت منها كأنني كنت أعرف مؤلفها حق المعرفة وأعرف الرواية وظروف كتابتها وأعلم تفاصيل أحداثها.
الرواية باختصار تحكي آخر أيام المسيح في تلك الحقبة الزمنية البعيدة جداً وتتنقل بين شخصيات مختلفة عاشت وعايشت تلك اللحظات. لكن الجمال والروعة لا يكمنان هنا بالتحديد بل بكمية الحوارات والقضايا الفلسفية التي يناقشها المؤلف على لسان شخصياته مما يجعله كتاباً فلسفياً قبل أن يكون رواية. أسلوب الكتابة رائع مما يجعل تلك الحوارات خفيفة على القارئ وتساهم بطريقة أو بأخرى في تطور الأحداث والتعريف بالشخصيات.
الكثير من القضايا والأفكار التي تم طرحها في الرواية هي واقع نعيشه اليوم بل إن منها لا يزال يتقاتل عليه الناس في أغلب المنصات الإعلامية. تناقش شخصيات الرواية الدين، ودوره في الحياة، وعلاقته بالعقل والرغبات الإنسانية وكيفية التوفيق بينهم. تناقش شخصيات الرواية كذلك الخير والشر ونظرة الناس إليه. تناقش النظام وعبدة الأوثان، وغيرها من الأفكار التي لا تزال محل نقاش إلى اليوم.
لا أقول أنني تمنيت لو قرأت هذه الرواية منذ زمن بعيد أو أين أنا من هذه الرواية، فقد يكون اليوم هو الزمان المناسب لي لقراءتها. الطبعة الأولى للرواية كانت في عام ١٩٥٤، أي أنه لم يمض على الحرب العالمية الثانية أكثر من عشر سنوات، ولم يمض على سقوط الملكية في مصر أكثر من عامين، ومع ذلك فالأفكار التي طرحها الروائي تصلح لتكون منهاجاً لجميع الأحداث التي حدثت لاحقاً حتى يومنا هذا!
التصنيفات :القراءة
إجابة واحدة »