كثيراً ما أقرأ أو أسمع عن أشخاص يقرأون عدة كتب في نفس الوقت، كتابين أو ثلاثة أو أكثر بشكل متوازي، عن نفسي فأنا لست من هذا النوع، لو قرأت كتاباً ففي الغالب أستمر عليه حتى النهاية، ولو تركته في المنتصف فمن باب الملل منه وليس التنويع من أجل غيره.
لكنني خلال هذا الشهر قررت تجربة القراءات المتعددة هذه وبدأتها منذ عشرين يوماً تقريباً بعنوانين (غير روائين)، إلى الآن لم أنتهي منهما، ثم لاحقاً أضفت عنوانين آخرين (روائين) لقائمة القراءة المتوازية هذه. لم أنتهِ من قراءة الكتب الأربعة بعد ولازلت أقرأ فيها إلى الآن لكنني أستطيع القول انها تجربة فاشلة بامتياز -بالنسبة لي على الأقل- أو تجربة لم تنجح لو كنت لطيفاً مع نفسي.
بالنسبة للكتب الغير روائية فأشعر بأن استفادتي منها وتسلسل الأفكار ينقطع حين أعود إليها بعد أن أكون قد قرأت في كتاب آخر خاصة أنني في الغالب لا أدون ما أقرأ، فأحياناً حتى لو عدت للكتاب بعد يومين وأكون خلالها قرأت جزءاً من كتاب آخر فإنني أشعر بوجود شيء ما مفقود. وبالنسبة للكتب الروائية، فالمتعة تخفت وأجد صعوبة في ربط الأحداث مع بعضها، تماماً كأنك تشاهد فيلم بشكل متقطع أو مليء بالإعلانات.
لو كنت مثلاً التزمت بكتابين فقط أحدهما روائي والآخر غير روائي فقد يكون الوضع أفضل نوعاً ما، لكنني إلى الآن أشعر بالتشتت في هذه التجربة القرائية وأتمنى أن تنتهي بسلام. عدم نجاحها معي لا يعني أنها لا تنفع لك، فالتجربة تختلف من شخص لآخر.
التصنيفات :القراءة