- هل الكتب الصوتية والاستماع إليها عملية تشبه القراءة؟ في اعتقادي لا. في البداية، الفعل الأول في القرءاة هو يقرأ، وفي حال الكتب الصوتية هو يستمع إلى كتاب وليس يقرأ كتاب. الأمر الآخر عدم وجود فعل مصاحب للقراءة، كتقليب الصفحات وتمييز الأفكار وغيرها من الأفعال التي لا تكون إلا بوجود الكتاب أمامك. قد يتعلل المستمع للكتب الالكترونية بأن المعلومات التي استمع إليها هي نفسها التي قرأها قارئ الكتاب، بالطبع لن أخالفه في هذا الرأي فالاستفادة متشابهة، لكن في هذه الحالة يكون حال المستمع كحال من يشاهد فيلماً وثائقياً عن موضوع ما، أو حتى يشاهد فيلماً عن رواية معروفة – كروايات هاري بوتر مثلاً – فالفيلم يكاد يتطابق مع القصة ، لكن طريقة الوصول إلى المعرفة مختلف، فلا نستطيع القول عمن شاهد الفيلم أنه قرأ الرواية! فهنا شاهد وهناك قرأ.
- في فعل القراءة، سيكون الصوت الذي يسري في عقلك هو صوتك أنت، وأنت المتحكم في الخيالات والشخصيات وتجاوبها مع الأحداث، لكن مع الكتب الصوتية هناك طرف ثالث وهو القارئ الفعلي للكتاب، فهو في الغالب سيمسك عجلة الخيال ويطوح بها يمنة ويسرة بطريقةٍ لا تملك تجاهها شيئاً سواءً أعجبتك أم لم تعجبك، وقد تؤثر قراءته في نهاية اليوم بمدى إعجابك بالكتاب المسموع وهو ما لا يحدث لقارئ الكتاب.
- أستمع بين فترة وأخرى للمواد المسموعة (البودكاست) وهي في كثير من الأحيان تكون غنية بالمعلومات ومفيدة لي كمستمع، لكنني لا أستطيع أن أقول أنني قرأت البودكاست بل ببساطة استمعت إليه.
- يختلف الاستماع إلى كتاب ما عن قراءته في قضية مهمة أخرى، وهي أن قارئ الكتاب يركز في فعل القراءة فقط. ولا يستطيع فعل شيء آخر. بينما عند الاستماع لكتاب، فبإمكانك قيادة السيارة، وممارسة الرياضة، وغيرها من الأعمال التي يكون فيها صوت الكتاب خلفية لما تفعل، تماماً حين تشغل صوت الموسيقى لتركز في عمل ما تقوم به كدراسة أو إنجاز عمل ما، أو حتى قراءة كتاب.
- كل ما هو في الأعلى لا يعني أنني لا أشجع الاستماع الكتب الصوتية، بل ببساطة أنني لا أجد من المنطقي قول شخص ما استمع إلى كتاب أنه قرأ الكتاب.
التصنيفات :القراءة
قارئة👌🏼.لا توجد لدي تجربة استماع لكتاب كاملة، ولكن جربت مرة أن استمع لمقطع قصير لرواية ما ولم استشعر شعور الانغماس بأحداث الرواية ومشاعر شخصياتها ،لذلك لم أحب التجربة.