القراءة

حبٌ في أغسطس

« نعم .. نعم .. أنا كنت عاشـقا يومـا مـا .. لن أندهش لو أنك وثبت في نهر ( أوتا ) .. إن هاتين الغمازتين قادرتان على تغيير الكون ذاته ، وعلى ترويض الشياطين فـوق ( فوجي ياما ).. «

اقتباس من الرواية

مستلقياً وقت الظهيرة، أعبث بأزرار ريموت المكيف لعل برودته تخفف عني حرّ أغسطس المزعج والذي لم يتسنى لي الهرب منه بالسفر هذا العام. درجة الحرارة تجاوزت الأربعين بأربع درجات، وهذا المكيف يأبى أن يؤدي مهامه الوظيفية على أكمل وجه ظناً منه أننا في أوروبا! حتى المروحة المعلقة في السقف بدورانها الرتيب تمنحني شعوراً أفضل من هذا التعيس!
لو كان بيدي لاستغنيت عن خدماته واستبدلته بآخر حديث يخلصني من معاناتي المستمرة مع الحر والصيف، لكن الأماني كثيرة والظروف الحالية لا تساعد على رفاهية امتلاك مكيف آخر ما دام الأول لا يزال يعمل.. نوعاً ما.


وبينما كنتُ لا أزال أعبث بجهاز التحكم أعلاه شد انتباهي تاريخ اليوم “السادس من أغسطس” حين ألقيت نظرةً خاطفةً على التقويم المعلق. تبادرت إلى ذهني حينها بقايا روايةٍ قرأتها منذ زمن تُشير لحادثة حدثت في مثل هذا اليوم، لا أذكر عنوانها بدقة، لكنها تشير إلى أغسطس بطريقة ما.
تحكي تلك الرواية عن علاقةٍ رومانسيةٍ بين شخصين (متشيكو وتوشيو)، اختار المؤلف مدينة هيروشيما اليابانية لتكون مسرحاً لها، واختار شهر أغسطس ليكون زمناً يحتضنها، استمرت تلك الحكاية الرومانسية الجميلة بين (متشيكو) المدرّسة، و(توشيو) المُحاسب فترة من الزمن، كانا على وشك الزواج حين جاء يوم الإثنين السادس من أغسطس وأُلقيت قنبلةٌ على هيروشيما – عرفنا لاحقاً في نشرات الأخبار وكتب التاريخ أنها قنبلة نووية – وضعت حداً لتلك الحكاية الرومانسية ولتبدأ بعدها حكايةٌ أخرى مؤلمة.


الرواية، بصفحاتها المئة والعشرين، كانت من القطع الصغير، الصغير جداً لدرجة أنك تستطيع وضعها في جيبك (كانت الرواية ضمن مجموعة “روايات مصرية للجيب”). الأوراق صفراء مهترئة لا تُعطيك أي انطباعٍ بالفخامة أثناء قراءتها، لكنها تمنحك ذلك الشعور بالحميمية مع كل ما هو قديم. رسمة الغلاف ليست مبهرة بتاتاً، بل قد تجعلك تتردد في اقتناء الرواية وقراءتها بل قد تفكر بالانتظار لحين صدور نسخةٍ أخرى بغلاف مختلف. أما المؤلف لهذه الرواية فهو الدكتور أحمد خالد توفيق، رحمه الله، ضمن سلسلة فانتازيا.

ما هو رأيي في الرواية؟ رائعةٌ للغاية. لكنها ليست مما تعودت قراءته بقلم أحمد خالد توفيق.



نسيت أن أخبرك، أن المكيف أصبح بارداً الآن، بإمكانك الجلوس لقراءة الرواية.

التصنيفات :القراءة

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.