صباح الخير.

قرأت رواية أسوار البلدة تقريباً خلال 24 ساعة، بدأت الأحد الساعة التاسعة مساءاً وانتهيت منها يوم الاثنين في نفس الوقت. بالطبع لم تكن قراءة متواصلة.

لا أعلم حقيقةً كيف كانت توقعاتي عند اقتنائي للرواية، لكنني حين انتهيت منها أستطيع وصفها برواية رائعة، وأستطيع بكل سهولة ترشيحها لكل من يرغب بالقراءة لأقلام خليجية أو عن مواضيع متعلقة بالخليج. بالمصادفة، قرأت قبلها رواية ماكيت القاهرة لطارق إمام، الرواية التي رشحت للقائمة القصيرة للبوكر العربية 2022، وكانت من اسوأ ما يكون (كتبت عنها في المدونة)

رواية ماكيت القاهرة كانت عبث بالرواية وباللغة العربية، بينما أسوار البلدة اعادت الاعتبار للاثنين.
لما قرأتها، تذكرت عبدالرحمن منيف ومدن الملح، التأثر واضح لكنه لا يعيبه بالطبع.
اللغة في الرواية جميلة، والشخصيات والتنقل بينها جميل جداً (حالياً اكتب رواية ، وأستشعر صعوبة المحافظة على جمال اللغة طوال الخط، أو حتى تناسق الشخصيات)
حتى طريقة شد انتباه القارئ من الصفحات الأولى عن طريق جريمة القتل تحسب للكاتب. و طريقة كشف التفاصيل لاحقا (كيفية وقوع جريمة القتل) نقطة ايجابية اخرى.
نقطة أخرى تحسب للرواية، هي وصف الحرب في الفصول الأخيرة. اظن أنها المرة الأولى التي أقرأ فيها وصفا بهذا التفصيل والوضوح وشرح للخطط الحربية في رواية عربية.

كرواية أولى للمؤلف لا أظن أن هناك الكثير من السلبيات أو المؤاخذات، لكن عدة ملاحظات، طرأت على ذهني وأنا أقرأ.
الأولى: هي فكرة الرواية نفسها، تخيلت في البداية أثناء قراءتي للفصول الأولى أن الرواية ستدور حول جريمة القتل – كرواية بوليسية خليجية – ثم التدرج في الأحداث لمعرفة القاتل. لكن الرواية لم تكن كذلك، كانت بفكرة تقليدية عن تاريخ المنطقة.
الثانية: دور الأجانب/الانجليز، لم يكن واضحاً. في الأسبوع الثاني كان الحديث عن استكشاف آثار وغيره. في الاسبوع الثالث اقاموا محاكمة على جابر، في الفصول الاخيرة كانت المعاهدات. قد يكون السرد انعكاس للتاريخ، لكنني كقارئ أجهل التفاصيل التاريخية فكان السرد الروائي مشوش قليلاً.
الثالثة: الرواية على حجمها (381 صفحة)، وكمية الأماكن الموصوفة والشخصيات، شعرت أنها مركزة جداً. كان بالإمكان بسطها على صفحات أكثر، أو اختزال بعض الأماكن والأوصاف.
لكنها بشكل عام رواية جميلة جداً وتستحق القراءة.

رواية أسوار البلدة ل رائد ابراهيم ، من اصدار دار صوفيا 2020 وتقع في 381 صفحة. تتحدث عن منطقة النسايم والحروب المختلفة التي دارت بين مختلف المناطق والقرى في رمزية لما حدث في الخليج في بدايات القرن الماضي.

عبدالله