قناعة أخرج بها في كل مرة أنتهي بها من قراءة رواية مؤلفها أمريكي الجنسية. حديثة كانت أو قديمة.

الروايات الأمريكية تماماً مثل بيتزا بيتزا هت، قهوة ستاربكس، وهمبرجر ماكدونالدز، يحملون اسم البيتزا والقهوة والبرجر، لكنك لا تجد طعم هذا ولا هذا ولا ذاك.

انتهيت مؤخراً من الجزء الثاني من رباعية جون فانتي الطريق إلى لوس أنجلوس وكنت قد بدأت الجزء الأول وأكملته على مضض. الجزء الثاني أكلمته بصعوبة يدفعني الفضول لأعرف كيف تنتهي الأحداث التي تمضي بطيئة مملة، وحين انتهيت منها انتهت مني ولم أجد أي أثر لها في نفسي. قد يدفعني الفضول نفسه لأقتني الجزء الثالث من هذه الملحمة حسب ما هو مكتوب على الغلاف، لكنني لست متشجعا لذلك.

قبلها قرأت رواية المقهى الحزين. وقرأت أيضا بابت، ستونر، الجامحة، الأصل، وغيرها مما لا يحضرني أسماؤها الآن.

في كل هذه الروايات أفتقد إلى شيء ما لكن لست متأكدا ما هو، ما يدفعني لإنهائها في الغالب هو الفضول لا أكثر.

أشعر أن الروايات الأمريكية تحتوي الكثير من الأنانية والمعاناة اللتي تتمحور حول الشخص نفسه وحياته الشخصية، مصلحته، منفعته، المادة، العلاقات المتكلفة والقائمة على المصلحة وأشياء أخرى أجدها كما هي في مسلسلاتهم وأفلاهم والثقافة التي تصلنا منهم، بعيدا عن مفهوم المعاناة الإنسانية والعلاقات الإنسانية والحياة كما نجدها في الكتب والمؤلفات الأخرى.

حتى خيالهم العلمي، رعبهم، أبطالهم، شخصياتهم الخارقة، تفتقد إلى المعنى، تتمحور حول المثالية الزائدة، حول شيء ما لا يوجد في حياتنا ولا من حولنا بل يتم اختراعه واسقاطه والتعايش معه كأنه واقع.

لازلت مترددا في اقتناء ما يطلقون عليه الكلاسيكيات الأمريكية، أشعر بأنها كلها تدور حول نفس الدائرة، نفس الأنا المميزة للإنسان الأمريكي، نفس السطحية التي لا أحب الإطلاع عليها كثيرا، نفس الملل سيتعتريني أثناء القراءة، ونفس اللا أثر الذي سيوجد بعد القراءة. قائمتي تطول لمؤلفات همنجواي، رواية جاتسبي العظيم، الحارس في حقل الشوفان، شارع السردين المعلب.

نصيحتي، لا تقرأ للأمريكان.