أنهيت رواية بساتين عربستان والذي هي جزء من عدة أجزاء مكتوبة بقلم أسامة المسلم. في البداية لم أكن متحمسا تماما لها، لكن توصية أحد الأصدقاء لها وقراءتي للتعليقات الإيجابية جدا لها في موقع الجود ريدز شجعني لقرار الشراء ثم القراءة.
الرواية تقع في أكثر من 500 صفحة لكنها سهلة خفيفة تكفي جلستين أو ثلاث لإنهائها.
مهارة القص والحكي عند أسامة المسلم تجعلك تنجذب للأحداث ولا ترغب بترك الكتاب لتعرف ماذا يحدث بعد، بل إن الفضول قد يدفعني لاقتناء الجزء الثاني من السلسلة (عصبة الشياطين).
الرواية في جزئها الاول تتحدث عن عصبتين من الساحرات في الجزيرة العربية وفي فارس وقصة تجمع كل عصبة منهن، وتاريخ كل ساحرة وخلفيتها. كذلك هناك العديد من القصص الأخرى عن الجن في خلفية الرواية حيث يتم تجهيز مسرح الأحداث.
الرواية جميلة، والقصص جذابة، والأسلوب سهل، لكن الرواية لسبب ما لم تعجبني. مع إنني حاولت أن أوجد سببا لعدم الإعجاب هذا لكنني لم أجد. قد تصلح الرواية كأدب للصغار أو اليافعين لكنها في المقابل تحتوي إلى أحداث قد لا تكون مناسبة لهم.
أشعر بأن السحر يستخدم بإفراط في الرواية وفي كل شيء بدون الدخول في التفاصيل التي قد تعطي الأحداث والرواية عمقا أكبر، فيكفي أن يكتب أن الساحرة استخدمت طلسم الانتقال لتنتقل بسهولة من مكان لآخر، ويكفي أن يكتب أنها استخدمت طلسم القتل لتقتل مباشرة، تقريبا مثلما كان يحدث في الرسوم اليابانية حيث أن البطل الخارق يملك كل أنواع الأسلحة بغض النظر عن القوانين الفيزيائية والمنطقية التي قد تحكم امتلاك عشرين سلاحا مختلفا بقوى مختلفة في جسد واحد.
أيضا الزمان في الرواية ضبابي، في الصفحات التي قرأتها مرت خمسين أو تسعين سنة بسرعة كبيرة، بدون أحداث أو تفاصيل، على سبيل المثال، حين سكنت الساحرة في المنزل أخذت تعلم تلميذتها فنون السحر، وبعد عشر سنوات حدث الأمر الفلاني، هكذا فجأة تقفز عشر سنوات في سطر واحد، ثم يأتي حدث ما يستغرق ساعات ويستهلك عدة صفحات من الرواية. تشعر كأنك تفقد شيئا ما حين يتقافز الزمن هكذا.
الجن في الرواية مبهم القوى، أحيانا كثيرة يتغلب عليه السحرة وأحيانا أخرى يسيطر على السحرة. حتى الناس والمجتمع، موقفهم غير واضح من السحرة، هل هم جزء منهم أو هي فئة غير مرغوب فيها؟
غلاف الرواية تعيس للغاية، لا تصميم ولا ألوان ويجحف الرواية حقها من جذب الانتباه لمن لا يعرفها.
التصنيفات :القراءة