( مدونة قصيرة بعيداً عن القراءة)
دائماً ما أبحث وأتساءل عن الضبط الافتراضي الذي يجب أن تكون عليه حياة الإنسان، أو ماهي الحالة التي لو كانت تملأ وقت شخص ما يستحق أن نطلق عليها حالة طبيعية وما هي الحالة الغير طبيعية.
يوجد مصطلح الفراغ، وهو يعني عدم وجود شيء يشغل به الإنسان وقته، ويوجد مصطلح شغل ، معناه يوجد شيء يتحكم بوقت الشخص ولا يجعله فارغاً
لا أشعر بوضوح ما أود قوله
لو كانت لديك حالة طارئة في المستشفى، سواء متعلقة بك أو بقريب أو صديق، معناه أنك تستقطع من وقت فراغك لتملأه بذهابك وانشغالك في المستشفى، ولنفترض أنك قضيت ساعتين من الزمن في هذا المستشفى، ولنفترض أيضاً أن هاتين الساعتين كانتا قبل قليل، أي أنك من الثامنة إلى العاشرة مساء كنت في المستشفى لحالة طارئة تخصك أو تخص أحد أقربائك أو أصدقائك.

الآن، لنفترض وجود عالم موازٍ لعالمك الحالي، لكنك هناك وتحديداً بين الثامنة والعاشرة مساءاً قررت وبحكم فراغك الذهاب للسينما ومشاهدة فيلم حكاية لعبة الجزء الرابع.

في عالم موازٍ ثالث توجد نسخة أخرى منك، وهي الآن أي بين الثامنة والعاشرة مساء تقضي الوقت في تعلم شيء ما، لنفترض أنها اللغة الفارسية أو لغة برمجة خاصة بتطوير المواقع

أي هؤلاء الثلاثة هو ما يجب أن تكون عليه الحياة ك ضبط افتراضي وأيها الاستثناء ؟

هل الطبيعي في الحياة أن أقضي خمساً وعشرين سنة في الوظيفة وبمعدل ٨ ساعات يومياً أم الطبيعي أن أكون عاطلاً وتكون الوظيفة خياراً من خيارات الحياة وليست حالة إجبار.

لو نظرت لحياة الوظيفة والعمل، لوجدت أنها تفترض أن حياتك هي العمل، ويستثنون من أجلك ثلاثين يوماً لإجازتك السنوية بالإضافة لإجازة نهاية الأسبوع

بينما ينظر آخرون أن الوظيفة مجرد سجن والعمل الحر تحرر منها لأجل الوقت والإبداع أو لتستحق لقب عاطل عن العمل

ينسحب نفس الافتراض على الدراسة سواء الجامعية أو التي كانت على مقاعد المدرسة، هل هي الحياة الافتراضية أن ندرس كل هذه الفترة الطويلة والاستثناء أن تكون بلا شهادة؟

هل حياتك الأسرية هي الضبط الافتراضي للحياة أم وجودك بين الأصدقاء؟ هل جلوسك وتعلمك واجتهادك استثناء والطبيعي أن تستمتع بوقتك قدر الإمكان؟

أتفكر في معنى أن تمنحك الحياة كل هذه الصحة وكل هذا الوقت وكل القيم العقلية ثم أتساءل كيف يجب علي أن أقضي حياتي؟