مع القراءة وكثرة القراءة تتغير أفكار الإنسان وتتأثر. وهناك بعض الكتب تترك في الشخص آثاراً كثيرة من الصعب تجاوزها، بل إن هناك من الكتب تغير الشخص نفسه فنستطيع التحدث عن هذا الشخص في مرحلة ما قبل هذا الكتاب وما بعد هذا الكتاب. وهو ما سأسرده هنا تحديداً عن الكتب التي تركت في نفسي/أفكاري/حياتي أثراً أستطيع القول معه أن هذه الكتب غيرتني. بالطبع لا أعني هنا أن هذه الكتب هي أجمل أو أمتع ما قرأت فليس هذا المقصد بالتغيير، بل لو كانت هنا توصيات لأجمل ما قرأت أو لأفضل الكتب فقد لا تكون هذه الكتب بالضرورة في القائمة. هي قائمة شخصية ومرتبطة بفترة زمنية معينة تمكنت فيها هذه الكتب من اقتحام أفكاري وقناعاتي وتغييرها بشكل أو بآخر.
١. أول هذه القائمة وأول ما يتبادر إلى ذهني هي خماسية عبدالرحمن منيف “مدن الملح” وتحديداً ما حدث لمتعب الهذال، في الجزء الأول (التيه) وكيف أن التغيير مهما حاولنا مقاومته فهو قادم لا محالة ولا معنى حينها بالتمسك والعيش في الماضي. قرأت هذه الخماسية في سبتمبر 2013. وكتبت عنها هنا (الكتابة مع الجن)
٢. موسوعة الحضارة الإسلامية لأحمد أمين “فجر الإسلام، ضحى الإسلام، ظهر الإسلام”، قراءتي لهذه الموسوعة غيرت الكثير من نظرتي للتاريخ الإسلامي تحديداً وللتاريخ بشكل عام ،لم أعد أنظر للتاريخ ككتلة واحدة متماسكة بل كمجموعة من الأحداث الصغيرة والمتفرقة والتي صادف أن وقعت في نفس الزمان والمكان فأنتجت لنا ما نسميه الان بالتاريخ. يُضاف إليها كذلك قراءات متفرقة لعبدالوهاب المسيري تدعم هذا الإتجاه في تفكيك التاريخ والجماعات والنظر إليها كجزيئات مجتمعة لا كوحدة واحدة. قرأت هذه المجموعة في سبتمبر 2014
٣. الكتاب الثالث وهو رواية كذلك، هي “قرية ظالمة” لمحمد كامل حسين، وجدت في الرواية إجابات كثيرة لتساؤلات دائماً ما سمعت بها فبحثت عنها أو قرأت كتباً متخصصة من أجلها، لكنني لم أتوقع أن أجد الكثير من هذه الإجابات في أحضان رواية. قرأت الرواية في فبراير 2021. وكتبت عنها كذلك (قرية ظالمة)
التصنيفات :القراءة