
قبل عامين، حين أوشكت عقارب الساعة أن تلتقي للمرة الثانية عشر ذلك اليوم عند منتصف الليل، أخذ الفأر يشد فستان سندريلا ويُشير باتجاه الساعة. كانت سندريلا في تلك الأثناء غارقةً في سعادةٍ لا توصف.لكنها انزعجت من تصرف الفأر قليلاً. فأرٌ في هذه القاعة الملكية! يا للقرف! تجاهلته لكنها لم تُظهر امتعاضها بل أكملت رقصتها مع الأمير وكأن الفأر غير موجود.
لم تتخيل أن تنتهي هذه الحفلة بهروبها فهي لم تستمتع تماماً إلى الآن، لا تزالُ تحت وقع المفاجأة. ماذا لو خرجت الآن، ثم تعثرت، فسقطت، واكتشفت أنها في حلم، وأن ما جرى قبل قليل مجرد خيالات تسربت إلى أحلامها بسبب تفكيرها الزائد بالحفلة الملكية التي لم تسمح لها زوجة أبيها بحضورها؟
لن تهرب من هذه القاعة. ستبقى.
استغرقت في أفكارها؛ ما هو أسوأ شيءٍ قد يحصُل لها عند منتصف الليل؟
هل سيتغير لون فستانها؟ هل سيعود حذاءها كما كان؟ هل ستطير إلى المنزل؟
نفضت الأفكار من رأسها وعادت تركز مع الأمير الذي لا يزال يحدق فيها ويحاول منذ أن بدآ الرقص أن يعرف اسمها، أو يتعرف على عائلتها. لكنها ظلت صامتةً مكتفيةً بابتسامة. تخجل من اسمها “فتاة الرماد”؛ لا يستحق الاسم أن يطلع عليه الأُمراء. هي متأكدة أن أمها أطلقت عليها اسما آخر، قد يكون كريستينا، أو جوليا، لكنه بالتأكيد ليس سندريلا!
تغوص سندريلا في أفكارها مرة أخرى، وتتناسى الفأر الذي لم ييأس إلى الآن ولا زال يحاول لفت انتباهها إلى الساعة،. لا يزال الأمير ينتظر جواباً من سندريلا، يريد معرفة اسمها، أن يعرف من تكون. ولا تزال عقارب الساعة تمضي لتلقي للمرة الثانية عشر في ذلك اليوم عند منتصف الليل غير عابئة بأفكار سندريلا.
التصنيفات :الكتابة